Skip to Content

مخلّع كفر ناحوم - كنيسة القديسة تريزيا بحلب


مخلّع كفر ناحوم

انقر هنا للتكبير

إنجيل مرقس : الفصل الثاني ، "1-12"
مرقس هو أحد تلاميذ القديس بولس ، وقد رافقه في كثير من رحلاته .
يُرمز لإنجيل مرقس بالأسد لأن في هذا الإنجيل تظهر قوة المسيح الحازم الشديد ، وبنفس الوقت المليء بالحنان وخاصة في إنجيل اليوم .
في إنجيل اليوم توجد ( 6 ) أفكار تستحق أن نقف عندها لنتأمل .

الفكرة الأولى :
في بداية الفصل الثاني نجد بأن المسيح قد دُعي إلى بيت .. ، فالمسيح لا يلقي كلمة الله في الهيكل فقط ، وإنما في كل مكان ( حتى في البيوت ) .. ونحن أيضاً علينا أن نلقي بكلمة الله ( بأقوالنا أو بأفعالنا ) في كل مكان ...

الفكرة الثانية :
نرى أن الحشود أتت بفقر لسماع كلمة الرب ، فهي لم تأتي لأكل السمك ، ولا لكي ترى معجزة أو تسمع تطويبة أو مديح ، ولا لشرب النبيذ كما في عرس قانا الجليل ، بل أتت لكي تسمع كلمة الله. لا شك أنه لدينا الرغبة في سماع كلمة الرب ولكن في أغلب الأحيان تكون هذه الرغبة مرتبطة بأن تكون كلمة الله على مزاجنا ...

أي ُنقبل إلى كلمة الرب بدون مجانية وبدون فقر مقتنعين بأن كلمة الرب تخاطبنا بما يناسبنا .. فمعظمنا لا يقرأ الإنجيل إلا عندما يكون إما غاضب أو حزين .. يجب أن تكون هناك جدية في العلاقة مع الله فكثيراً ما نستهتر بمحبة شخص ما لنا ونفقد جدية العلاقة مع هذا الشخص .. فالإقبال إلى كلمة الله يجب أن يكون فيه فقر ومجّانية ... ( أنا آتي لكلمتك وليس عندي شيء سلفاً ) .
وهنا نستطيع أن نطرح السؤال التالي: " إلى أي مدى كلمة الله لها أهمية ومكانة في حياتنا ؟! "

الفكرة الثالثة :
فكرة التضامن، التي نجدها واضحة وجلية في النص.
هناك أربعة من الشباب الذين همّوا لمساعدة الشخص المتألم وهو المخلّع ، فربما انبثقت فكرة المساعدة من أحد هؤلاء الشبان، الذي بدوره طرح الفكرة على الشاب الثاني ، وهذان الشخصان بدورهما طرحا الفكرة على الثالث وهكذا ...

فالبداية كانت بأن أحد الأشخاص شعر وأحسّ بألم الآخر ... يا للأسف، لقد ساعدت وسائل الإعلام كثيراً في ألفتنا لوقائع الألم لدى الآخرين من خلال الصور المتكررة واليومية للكوارث والحوادث والمصائب التي تصيب الآخرين. 

يجب أن ننتبه إلى هذه الفكرة ، فالبداية تبدأ بأن نحس ونشعر بألم الآخر ثم يأتي التضامن: "الأول يذهب للثاني وهما بدورهما يذهبا للثالث .... " ،

إن التضامن يجب أن يكون مدروساً ، فعمل الخير ليس بعمل عشوائي ، صحيح أن المسيحية يجب أن تكون عفوية ولكن العفوية لا تعني العشوائية ، وننتبه أيضاً أنه برغم كل العقبات والمعضلات التي واجهت هؤلاء الشبان كما ذكر في النص فإنهم لن يفقدوا الأمل " فعمل الخير فيه إصرار وفيه مغامرة " .

Click to view full size image

الفكرة الرابعة :
" له أن ينمو ولي أن أنقص " هذا ما قاله يوحنا المعمدان ، نلاحظ في النص أن هؤلاء الشباب اختفوا بعدما أدّوا دورهم .. كما اختفت مريم العذراء في عرس قانا الجليل بعدما تحول الماء إلى نبيذ .... فالملح إذا لم يذب جيداً في الطعام فإنه يُفسد الطعم ، وهؤلاء الشبان الأربعة هم مثل الملح ذابوا بعد أن أدّوا رسالتهم ..

وهذا يوصلنا إلى فكرة أساسية وهامة وهي أن " عمل الخير فيه انسحاب " ، والإنسان الناضج هو الذي يستطيع أن يعمل موازنة بين الإقبال والانسحاب .

الفكرة الخامسة :
نلاحظ في النص أن المسيح قال للمخلع في البداية " مغفورة لك خطاياك " ولم يقل له " قم احمل فراشك وامش " ، فالمسيح يريد خلاص الإنسان ككل ، وعلينا أن نقبل بأن عقلية المسيح ليست مثل عقليتنا ، والذي لا يقبل بأن عقلية الرب مختلفة عن عقليته لا يقدر أن يكون مسيحياً حقيقياً ، علينا أن نقبل ونعتاد على مفاجآت الرب ، فمن لا يكون معتاداً على عنصر المفاجأة بعلاقته مع الرب فإن علاقته بالرب آجلاً أم عاجلاً سوف تنهار ..

الفكرة السادسة :
إنها موقف التمجيد: سبحان الله!...، نسأل أنفسنا إلى أي مدى فينا أنشودة التسبيح !! ، كل علاقة بين اثنين تبقى عند المصلحة هي علاقة مزيفة ، فالعلاقة الحقيقية إذا لم تعبر إلى المجانية هي علاقة فاشلة..

تقول لي أنك تحب العصفور وتحبسه في قفص، وتحب التفاح فتأكله، وتجب السجاد فتدوس عليه.. إنني أخاف أن تصرّح لي بأنك تحبني!.... 
يجب، في العلاقة الحقيقية، أن يكون هناك عبور من الأنا إلى الآخر إلى المجانية ، وهذا لا يعبر عنه بالعلاقة مع الله إلا بموقف التمجيد: سبحان الله .

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +