Skip to Content

ميسروب ماشدوتس

 ميسروب ماشدوتس

(أرمينية حوالي 361 - 439)

 1. حياته
ولد ميسروب سنة 361 في قرية صغيرة من إقليم طارون في قلب أرمينية التاريخيّة، وكان ينتسب إلى فرع من فروع أسرة الكاثوليكس (الجثليق) غريغوريوس (كريكور) المنوّر (+ 326)؛ كما كان حفيداً للقديس يوزيك أحد أجداد الكاثوليكس الجثليق اسحاق الكبير (353 - 373). وقد تابع دراسته في مدارس أنطاكية من سنة 375 إلى سنة 380، وكان من زملائه ثيوذورس المصيصي (+ 428).
انخرط في سلك الجنديّة، وفي الثلاثين من عمره اختار الحياة الكهنوتية والرسوليّة، وبعد فترة من الزمن قضاها في التهجّد والتقشّف، انطلق في أرجاء أرمينية يعظ ويبشّر بكلمة الله، ويدعو إلى الفضيلة والتوبة.
وضع الأبجديّة الأرمنيّة وعممّها، وفتح الباب واسعاً أمام الترجمة والتأليف الأدبيّ والتاريخيّ والعلميّ، وأمام إنشاء المعاهد العلميّة في شتّى أنحاء أرمنية. وهكذا كان رمز الأمّة الأرمنية في نبوغها ومجالات نشاطها. وعمل على الحيلولة دون غرق الثقافة الأرمنيّة في إحدى الثقافتني البيزنطية أو الفارسيّة، فكان همه تنشيط الثقافة الوطنيّة الأرمنيّة والحفاظ فيها على الطابع الأرمنيّ؛ وأسّس مدارس وأدياراً في منطقة سيساخان، انتقل إلى جيورجية سنة 417 فأحسن ملكُها استقباله ومهّد له طريق العمل، فأكبّ على اللغة الجيورجيّة، ووضع لها أبجدية اشتقّها من الأبجديّة الأرمنيّة.
جاهد ميسروب أروع الجهاد، وقد تجهّمت الأحوال في أواخر أيّامه، إذ سقطت الأسرة الأرشاخونيّة المالكة، وقام إمبراطور الدولة الساسانيّة بناءً على طلب الجثليق اسحاق، بتعيين أرداشيس الرابع ملكاً على أرمينية، فكان هذا الحدث طعنة في قلبها، ومدعاة إلى الفوضى، وطريقاً إلى تجريد اسحاق من مسؤولياته إلى أن توفّاه الله في 7 أيلول سنة 438، فسعى تلاميذه لدى ميسروب للقيام بمهامّ الجثليقيّة، ولكنّه توفّي في 7 شباط سنة 439.

 2. أعماله
قُلنا إنّ ميسروب اهتمّ، بعد وضعه الحرف الأرمنيّ، لترجمة الكتاب المقدّس، فكان مع إسحاق روح فريق التّراجمة الذين عُدّوا قدّيسين في الكنيسة الأرمنيّة، ونموذجاً حيّاً للأعمال الأدبيّة. وقد نُسبت إليه خُطب ومواعظ لم يصل إلينا منها شيء، كما نُسبت إليه طروباريّات الصيّام، وآثار أخرى لم يتّفق العلماء على صحّة نسبتها إليه.

 3. أثره في الكنيسة الأرمنيّة
ميسروب ركنٌ من أركان الكنيسة الأرمنيّة، وبنشاطه رسّخ المسيحيّة في أرمينية، وحفظ لشعبها البقاء والديمومة يوم تداولته الصّعاب والاضطهادات من كلّ جانب، وبعث النهضة الفكرّية في شتّى فروعها بعدما وضع الأبجدية وأوفد إلى عواصم العلم والثقافة وفوداً تستنير بأنوار المعرفة وتنقلها إلى الوطن الأمّ ترجمةً وتصنيفاً يمتدّان مع العصور حضارةً أرمنيّة كان لها مركزها الأثير في الحضارة العالمية.
وهكذا نشطت بعد ميسروب، حركة الترجمة فنُقلت كتب دينيّة ودفاعيّة. وراح علماء الأرمن يجولون في شتّى العلوم، كما راح الأدباء والشعراء ينظمون الشعر الجميل، ويدبّجون الأدب الرفيع. وليس ما ذكرناه إلاّ إشارة إلى هذا التراث الأرمنيّ الجليل الذي كان لميسروب الفضل في وضع أداته، وفي إطلاق شرارته.
 

ـــــــــ
المرجع:

المطران كيرلّس سليم بسْترس - الأب حنَّا الفاخوري - الأب جوزيف العَبسي البولِسيّ، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة، المكتبة البولسيّة، جونية 2001



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +