Skip to Content

شنودة

 شنودة

(حوالي 348 - 466)

1. حياته
ولد نحو 348 وتوفّي نحو سنة 466، كان راهباً سنة 371، وأرشمندريتاً، أي رئيس أديار، سنة 388. رعى ديراً للرهبان في أتريب بصعيد مصر (صحراء طيبة) عُرِف بالدير الأبيض، وكان يلتحق بهذا الدير عدّة أديار لرهبان وراهبات. وكان شنودة يشجّع بعض رهبانه على اعتزال الحياة المشتركة واللجوء إلى الصحراء لممارسة حياة النّسك، وكان يخالف بذلك باخوميوس الذي كان يرى في الحياة المشتركة كمال الحياة الرّهبانية.
في سنة 431 رافق شنودة
كيرلّس الإسكندريّ إلى مجمع أفسس
المسكوني. وقد راسل البطريركين تيموثاوس وديوسكورس؛ وعقد علاقة مع نسطوريوس المنفيّ إلى مصر؛ وتخلّى لتلميذه ويصا عن رئاسة الدير الأبيض قبل وفاته ببعض سنين.

 2. أعماله
شنودة أعظم الكتّاب في تاريخ الأقباط القديم، وقد حاول أن يرفع اللغة القبطيّة الشعبيّة إلى لغة تحضن الفلسفة واللاهوت، كما أنّه لم يتنكّر للأساليب التعبيريّة والبلاغيّة التي كانت شائعة في الإسكندرية، وإن تنكّر للتفسير الرمزيّ الذي عالج به الإسكندريّون نصوص الكتاب المقدّس، وانحاز إلى الطريقة الحرفيّة التي لا تبتعد عن المعنى الظاهر الذي تنطق به الألفاظ.
لشنودة رسائل ومواعظ وإرشادات رهبانيّة ونسكيّة، روى ويصا أنّ شنودة ترك عدداً ضخماً من الرسائل والمواعظ، وقد وجّه معظم رسائله إلى الرهبان والراهبات، وعالج فيها قضاياهم الحياتيّة، ومسائلهم الرهبانيّة، وفي مواعظه ندّد بالعادات الوثنيّة وتفشّي الهرطقات. ومن آثاره المتبقّية نستطيع أن نُجمِل بعض آرائه ونلخّص فكرته.

 3. فكرته
- اللاهوتيّة:
عرض شنودة نظريّاته لوجود المسيح الأزليّ، وسرّ التجسّد، ولصحّة تعبير "والدة الإله" (ضد نسطوريوس)، وحقيقة التحوّل الجوهريّ في الإفخارستيّا (ضدّ الجماعة الأوريجانسيّة). وآراؤه في ذلك كله قائمة على تفسير حقيقيّ لنصوص الكتاب المقدس، وعلى أنّ الله قادر أن يصنع ما يشاء، وليس لنا إلاّ تصديق كلمته تعالى، والإذعان لإرادته. وموقف شنودة اللاهوتيّ هو موقف بطريركيّة الإسكندرية بعد تحوّل ثيوفيلس؛ وممّا لا يقبل الشكّ أنّه سار على تعاليم
مجمع خليقدونية
التي سار عليها خلفاؤه.
- الأخلاقية: كان معظم همّ شنودة موجّه إلى جمهور الرّهبان والرّاهبات الذي يضمّ الآلاف والذي كان شنودة مسؤولاً عنه؛ فمن توجيه إلى إصلاح إلى عقاب. كان يعالج، على وجه خاص، حياتهم الأدبية والعمليّة لا الثقافيّة.
-الاجتماعية: اشتهر شنودة شيئاً فشيئاً، وذاع صيته على أنّه رجل فضيلة وتقوى وإدارة، فتهافت عليه الناس من جميع الطبقات يستشيرونه في أمورهم. وهنالك بعض كتابات تشير إلى اندفاعه في معالجة أحداث الساعة في بيئته من مجاعات كان يقدّم فيها العون لشعبه؛ ومن غزوات لبدو الصّحراء كان يقدّم فيها الحماية والمأوى في الدير نفسه؛ ومن ظلم كان يلحقه الإقطاعيّون بالطبقة العاملة.

 

ـــــــــ
المرجع:

 

المطران كيرلّس سليم بسْترس - الأب حنَّا الفاخوري - الأب جوزيف العَبسي البولِسيّ، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة، المكتبة البولسيّة، جونية 2001



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +