Skip to Content

إبيفانيوس السّلامينيّ

إبيفانيوس السّلامينيّ


(اليهودية بفلسطين حوالي 320 - 402)

 1. حياته
  
ينتمي إبيفانيوس إلى الآباء الذين تثقّفوا بالثقافة الدينية المسيحية والكتابية المحض، والذين لا يعيرون العلوم الدنيويّة كبير أهميّة، والذين نالوا سرّ العماد في طفولتهم ونشأوا في كنف الأديرة، فلم يجاروا في خصب أدبهم وفي تطوير اللاهوت أولئك الآباء الذين استقوا من ثقافة عصرهم وخاضوا معترك الحياة الدنيويّة ومارسوا المهن وأخرّوا عمادهم قبل التزامهم بالخدمة الكنسيّة. إلاّ أنّ عددهم وأهميّتهم في الكنيسة لا يُستهان بهما.
ولد إبيفانيوس بين العامين 310 و 320 في اليهوديّة بفلسطين بالقرب من مدينة إلفثروبوليس (بيت كوفرين) أو فيها. قضى سنوات في أديرة بمصر، ولمّا قارب العشرين عاد إلى فلسطين وأسّس بالقرب من إلفثروبوليس ديراً بقي على رأسه حول الثلاثين عاماً فنال بهذه الصفة الدرجة الكهنوتية.
ذهب إلى قبرص، ربّما على أثر خلاف مع أوطيخا أسقف إلفثروبوليس المناصر للأوميّة، وكانت بأجمعها من أتباع المجمع النيقاويّ، وهناك انتخبه الأساقفة عام 366 أسقفاً على مدينة كونستانسيّة (سلامينة قديماً وفاماغوستا حالياً) وأصبح متروبوليت الجزيرة. فساس أبرشيّته ما يقارب الخمسة وثلاثين عاماً.
يروي إيرونيمس أنّ إبيفانيوس كان يتقن اليونانية والسريانية والعبريّة والقبطيّة والقليل من اللاتينيّة.
دخل في معترك الجدالات التي طبعت عصره وكانت له في مواضيعها مواقف: أيّد مجمع نيقية
في تحديد عيد الفصح في الأحد الأول بعد البدر الربيعيّ وتساهل مع المتهوّدين الذين قالوا بتحديده في الأحد الأوّل بعد الفصح اليهوديّ؛ وفي الجدال الذي قسم أنطاكية مال إلى أوبولينس الذي من أتباع نيقية وكتب يحارب تكريم الأيقونات. إلاّ أنّ موقفه القويّ كان رفضه القاطع لأوريجانس وعدّ تعليمه هرطوقياً. وإذ كان يوماً يعظ بمناسبة تدشين كنيسة في أورشليم تهجّم على المذهب الأوريجانيّ ممّا سبّب له خلافاً مع الأسقف المحلّي يوحنا الذي كان من أنصار أويجانس، واتّسعت الخصومات في العام 400: فقد اتّهم ثيوفيلس أسقف الإسكندرية رهباناً من صحراء النطرون بالأوريجانية فاضطرّوا إلى اللجوء إلى يوحنا الذهبيّ الفم
 رئيس أساقفة القسطنطينية آنذاك. فاستبق ثيوفيلس الأمر ودعا إلى عقد مجمع محلّي في الإسكندرية وطلب من أساقفة فلسطين وقبرص أن يفعلوا كذلك ففعلوا ومن بينهم إبيفانيوس. وحمل إبيفانيوس قرارات مجمعه إلى القسطنطينية في ربيع العام 402. ولدى وصوله أهان رئيس أساقفتها يوحنا في العلن رافضاً ضيافته والاشتراك معه في الذبيحة الإلهيّة، وراح يحرّض عليه بوعظه بل رسم شمّاساً دون إذنه. فأوعز إليه الذهبي الفم بمغادرة الأبرشية. وإذ كان الرأي العام قد أخذ يتألّب عليه أبحر عائداً إلى قبرص، إلاّ أنّ المنيّة وافته في الطريق أوائل أيار من العام 402.

 2. أعماله


- المقاييس والموازين.
- الأحجار الكريمة الاثنا عشر.
- لديه مقاطع من ثلاثة مؤلفات تقاوم تكريم الأيقونات.
- الثابت.
- الرّجل الثابت Ancoratus.
- خزانة الأدوية
pana,rion

3. خاتمة
يمثّل إبيفانيوس التيّار التقليديّ على خلاف الكبّادو كييّن الكبار وغيرهم ممّن عاصروه. وقد طبعته السنوات التي قضاها في الأديار المصريّة بما كان سائداً في البيئة الرهبانية، أعني التقشّف، والميل إلى اللاهوت الأوريجانيّ، ونبذ العلوم والثقافة الدنيويّة وبالتالي التنظير اللاهوتيّ والنقد التاريخيّ.
كتاباته في الغالب سطحيّة فيها تطويل وتعوزها الدقّة. إلاّ أنّها ثمينة وهامّة لما تحتوي عليه من مصادر لا نجدها إلاّ فيها، كما أشرنا آنفاً.
 

ـــــــــ
المرجع:

المطران كيرلّس سليم بسْترس - الأب حنَّا الفاخوري - الأب جوزيف العَبسي البولِسيّ، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة، المكتبة البولسيّة، جونية 2001

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +